في أول زيارة رسمية له خارج الولايات المتحدة في ولايته الرئاسية الثانية، حطّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرياض، حيث وقّع سلسلة اتفاقيات مع السعودية، أبرزها صفقة تسليح وصفتها واشنطن بأنها «الأكبر في التاريخ».
وأعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أنّ «الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وقّعتا أكبر صفقة مبيعات دفاعية في التاريخ بقيمة تُقدّر بنحو 142 مليار دولار»، تشمل تزويد الرياض «بمعدات قتالية متطورة». وتم التوقيع على الاتفاق في قصر اليمامة الملكي بحضور وليّ العهد محمد بن سلمان والرئيس الأميركي.
وشدد في بيان، على أن «السعودية أكبر شريك لنا ببرنامج المبيعات العسكرية مع قضايا نشطة تتجاوز قيمتها الـ 129 مليار دولار».
السعودية تحجز مقعدها في ولاية ترامب الثانية
وإلى جانب الاتفاق العسكري، وقّع ترامب وابن سلمان وثيقة «شراكة اقتصادية إستراتيجية»، من دون الإفصاح عن تفاصيلها، فيما شهدت المناسبة توقيع مذكرات تفاهم في قطاعات الطاقة والدفاع بين وزراء ومسؤولين من الجانبين.
وقال ترامب مخاطباً ولي العهد السعودي: «لدينا اليوم أكبر قادة الأعمال في العالم، وسيغادرون حاملين شيكات كثيرة»، مضيفاً في السياق ذاته، أنه «بالنسبة إلى الولايات المتحدة، نتحدث على الأرجح عن مليوني وظيفة».
كما شدد البيت الأبيض على «التزام ترامب بضمان تاريخي باستثمار السعودية 600 مليار دولار في الولايات المتحدة»، معتبراً أن الاتفاقيات مع الرياض تمثّل «عصراً ذهبياً جديداً للعلاقات الثنائية».
وأضاف: «سياسة أميركا أولاً الاقتصادية التي يتّبعها ترامب تضع العامل الأميركي والأمن القومي بصلب أولوياتها».
قصر اليمامة يستقبل ترامب بـ21 طلقة
ودخل ترامب القصر الملكي في سيارة رئاسية سوداء، بمرافقة فرسان يرفعون أعلام البلدين، فيما أُطلقت 21 طلقة مدفعية ترحيباً به، بعد أن رافقت طائرته «إير فورس وان» مقاتلات سعودية من طراز F-15 خلال دخولها الأجواء السعودية.
ومن المقرر أن يُلقي ترامب خطاباً في «منتدى الاستثمار السعودي – الأميركي» بحضور وزراء سعوديين ورجال أعمال من البلدين.
كما سيلتقي، يوم الأربعاء، قادة دول مجلس التعاون الخليجي، في قمة من المنتظر أن تتصدّر فيها إيران جدول الأعمال، لا سيما بعد جولة محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن استضافتها سلطنة عمان السبت، وفقاً لوكالة «فرانس برس».
لقاء محتمل بين ترامب والشرع
ونقل موقع «أكسيوس» الأميركي عن مصادر مطّلعة أنه «من المتوقع أن يلتقي ترامب الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض غداً الأربعاء».
وقد، ذكر الشرع مشروع «مارشال» خلال زيارته الأخيرة إلى فرنسا، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس إيمانويل ماكرون. وأعرب عن رغبته في تعزيز العلاقات مع الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، عبر رؤية لإعادة إعمار سوريا على غرار خُطّة «مارشال».
وكبند محتمل على جدول المباحثات بين الشرع والرئيس الأميركي في حال تم اللقاء بينهما خلال زيارة الأخير إلى الشرق الأوسط، طُرح المشروع بوصفه رؤية إستراتيجية متكاملة لإعادة إعمار سوريا، وإعادة ضبط التوازن الإقليمي عبر التنمية.
كما أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن الشرع بعث برسائل إلى البيت الأبيض عبر وسطاء، يعرض فيها رؤيته لإعادة الإعمار، بالتزامن مع طلب عقد اجتماع مع ترامب.